دراسة 1) الخلــــق مصطفى لطفي المنفلوطي
تمهيد: لابد على أن الإنسان يتحلى بخلق طيب حتى يستطيع أن يشق طريقه في الحياة ويحبه الناس .
الكاتب
هو مصطفى لطفي المنفلوطي ولد بمنفلوط بمحافظة أسيوط 30 / 12 / 1876 . وتعلم بالأزهر وكان رئيس تحرير جريدة المؤيد له روايات مترجمة منها الفضيلة ماجدولين والشاعر له عدة كتب منها ( النظرات والعبرات ) وتوفى في 12 / 7 / 1924 .
العناصر:
1- الخلق شعور بالمسئولية . 3- يقظة الضمير.
2- مظاهر الأخلاق الطيبة. 4- الدفاع عن الوطن من مكارم الأخلاق.
5- الخلق أداء الواجب لذاته.
النص :
( 1 ) الخلق شعور بالمسئولية .
( الخلق هو شعور المرء بأنه مسئول أمام ضميره عما يجب أن يفعل لذلك لا أسمى الكريم كريما حتى تستوي عنده صدقة السر وصدقة العلانية ولا الرحيم رحيما حتى يبكى قلبه قبل أن تبكى عيناه ولا العادل عادلا حتى يقضى على نفسه قضاءه على غيره ولا الصادق صادقا حتى يصدق في أفعاله صدقه في أقواله .
اللغويات :
الكلمة المعني الكلمة المعني
الخلق حال للنفس ثابتة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير فكر ج. أخلاق .
شعور إحساس الصدقة ما يعطي للمحتاج ج.صدقات
المرء الرجل الإنسان ج. رجال العلانية الجهر x السر
يقضي يحكم تبكي تدمع x تكف
ضميره استعداد نفسي لإدراك الخبيث من الطيب وهو الرقيب الداخلي علي الإنسان ج. ضمائر.
الشرح:
يبدأ الكاتب بوضع ميزان للأخلاق الكريمة وهو الضمير الذي يجعل صاحب الخلق الطيب يشعر بالمسئولية تجاه ضميره عما يجب أن يفعل فالكريم من يتصدق في السر والجهر والرحيم الذي يتأثر قلبه قبل عينه بمناظر البؤس والعادل من يحكم على نفسه قبل الحكم على الآخرين والصادق من يصدق في فعله وقوله .
مظاهر الجمال:
الخلق هو شعور المرء بأنه مسئول أمام ضميره : تصوير جميل صور الضمير قاضيا والإنسان أمامه مسئول عن تصرفاته .
لا أسمى الكريم كريما حتى تستوي ... ولا الرحيم رحيما حتى ..... : حتى هنا تفيد الغاية وينفى الكرم والرحمة والعدل إلا إذا وصل إلى هذه الغاية .
السر – العلانية – أفعاله – أقواله : تضاد يوضح المعنى ، ويفيد الشمول لكل الأحوال.
( 2 ) يقظة الضمير:
لا ينفع المرء أن يكون زاجره عن الشر خوفه من عذاب النار أو خوفه من القانون وإنما ينفعه أن يكون ضميره قائده الذي يهتدي به و منارة الذي يستنير بنوره في طريق حياته.
اللغويات:
الكلمة معنــــــــــــاهــــــا
زاجره مانعه وناهيه ، والجمع : زواجر.
قائده هاديه ومرشده ، والجمع قواد وقادة.
المنار موضع ينبعث منه النور ، والمراد: أن يهديه ضميره ويرشده.
الشرح :
ولا ينفع الإنسان أن يكون المانع عن الشر هو الخوف من عذاب النار أو القانون إنما ينفعه أن يكون ضميره يهديه ويرشده إلى الأخلاق الكريمة .
فالضمير الحي اليقظ هو الذي يحرك المشاعر النبيلة ، وهو القائد الصحيح والهادي للطريق السليم .
مظاهر الجمال:
زاجره عن الشر خوفه من عذاب النار ، أو خوفه من القانون : تصوير للخوف بإنسان يمنع وينهى.
( أو) : للتنويع .
ضميره قائده : تصوير للضمير بقائد يقود الإنسان ، وهو تعبير يدل على دور الضمير في حياة الإنسان .
إنما ينفعه : أسلوب قصر بـ ( إنما ) غرضه التخصيص .
ضميره .. منارة : صور الضمير بمنارة تهدى الإنسان وهو تعبير يدل على أثر الضمير في حياة الناس .
( 3 ) مظاهر الأخلاق الطيبة:
الخلق هو الدعة التي تترقرق في عيون الرحيم كلما وقعت عينه على منظر من مناظر البؤس
اللغويات:
الكلمة معنــــــــــا هــــــــــــــــــــا
تترقرق تتحرك ، ومقابلها تسكن – تثبت.
البؤس الفقر والشقاء ، والمضاد : الغني والسعادة.
الشرح :
ومن مظاهر الأخلاق الطيبة ، أن يكون الإنسان رقيق الإحساس ، فهو يسقط الدمع عندما يشاهد مناظر البؤس والفقر ولا يستطيع تغيرها.
مظاهر الجمال:
الخلق هو الدمعة : تعبير يدل علي شدة التأثر .
تترقرق : استخدام الفعل المضارع يدل علي التجدد والاستمرار واستحضار الصورة.
( 4 ) الدفاع عن الوطن من مكارم الأخلاق:
هو الصرخة التي يصرخها الشجاع في وجه من يجترئ على إهانة وطنه أو العبث بكرامة قومه.
اللغويات:
الكلمة معـنـــــــــــاهـــــــــــــا
الصرخة الصيحة الشديدة ، وجمعها : صرخات.
يجترئ يجرؤ ، ومقابلها : يجبن.
إهانة إذلال ، وتحقير ، والمضاد : إعزاز وتقدير.
العبث اللعب ، والمراد : الاستهانة.
الشرح :
والدفاع عن الوطن دليل علي الخلق الكريم ، فالإنسان الحر الشجاع الذي يصرخ في وجه العدو الذي يحتل الوطن ويستهين بكرامة الشعب ، وليس المقصود بالصرة مجرد الكلام ، بل الجهاد والكفاح بالقول والفعل.
مظاهر الجمال:
- الخلق هو الصرخة: تعبير يدل علي الشجاعة في مواجهة الظالم.
- يجترئ على إهانة وطنه – العبث بكرامة قومه : جمال موسيقى بتوافق النهايات يطرب الأذان ويؤثر في النفس.
( 5 ) الخلق أداء الواجب لذاته.
وجملة القول أن الخلق هو أداء الواجب لذاته بقطع النظر عما يترتب عليه من النتائج فمن أراد أن يعلم الناس مكارم الأخلاق فليحي ضمائرهم وليثبت في نفوسهم الشعور بالرغبة في الفضيلة والنفور من الرذيلة ....
اللغويات:
الكلمة معنـــــــــــــاهـــــــا الكلمة معنـــــــــــــاهـــــــا
جملة القول المراد خلاصته. النفور البعد والكراهية.
بقطع النظر بصرف النظر. الرذيلة الصفة الذميمة x الفضيلة ،ج: الرذائل.
مكارم م: مكرمة وهي الأخلاق الكريمة. الرغبة في حب ، المضاد: الرغبة عن.
الخلق المراد: الخلق الكريم ( لأن الخلق يطلق علي الصالح والفاسد من الأفعال ).
الفضيلة الدرجة الرفيعة في حسن الخلق ،ج: الفضائل x الرذيلة.
الشرح:
ويختتم الكاتب النص بتحديد معني الخلق ،وهو أن يؤدي الإنسان واجبه بدافع من ضميره بصرف النظر عن خوف من عقاب أو انتظار لثواب ،وهكذا إذا أردنا أن نعلم الناس مكارم الأخلاق ،فلنعمل علي تربية ضمائرهم ،ونغرس في نفوسهم حب الفضيلة ،وكره الرذيلة.
من مواطن الجمال :
أن الخلق هو أداء الواجب لذاته : أسلوب مؤكد بأن .
تكرار كلمة ( الخلق ) تشير إلي تعدد مظاهره التي ممكن أن يظهر فيها وتظهر صفاته ووظيفته.
ليحي ضمائرهم : أسلوب أمر غرضه النصح والإرشاد ، وتصوير جميل للضمائر بكائنات حية، وتعبير يدل على أهمية يقظة الضمير لسلامة الخلق .
ليثبت في نفوسهم الشعور بالرغبة في الفضيلة: أسلوب أمر غرضه النصح والإرشاد.
والنفور من الرذيلة وصور الرذيلة بصورة كريهة يجب النفور منها وبين الجملتين مقابلة توضح المعنى.
المناقشة :
س: بم عرف الكاتب الخلق ؟
عرفه بأنه شعور المرء بأنه مسئول أمام ضميره عما يجب أن يفعل .
س: ما الميزان الدقيق الذي وضعه الكاتب للأخلاق الكريمة ؟
الميزان الدقيق للأخلاق الكريمة هو الضمير .
س: ما مظاهر الأخلاق الكريمة في الناس ؟
الدمعة التي تتحرك في عين الرحيم عندما تقع على صورة من صور الشقاء .
العرف الذي يسيل من وجه الإنسان خجلا عندما لا يستطيع المساعدة .
الصرخة التي يطلقها الشجاع في وجه من يجترئ على إهانة وطنه .
س: من الكريم والرحيم والعادل والصادق في نظر الكاتب ؟
الكريم : هو من يستوي عنده صدقة السر والعلانية .
الرحيم : هو الذي يتألم ويبكى قلبه قبل عينيه حين يرى منظر البؤس .
العادل : هو الذي يحكم على نفسه كما يقضى على الناس .
الصادق : هو الذي يتساوى عنده صدق القول وصدق الفعل .
س: متى يتصف الإنسان بالخلق الطيب ؟
عندما يكونون أصحاب ضمائر حيه ويحبون الفضيلة وينفرون من الرذيلة .
س: ما الذي يفيد الإنسان ليكون ذا خلق حسن ؟
أن يكون ضميره قائده الذي يهتدي به ومنارة الذي يستنير بنوره في طريق حياته.
سؤال نموذجي:
( الخلق هو شعور المرء بأنه مسئول أمام ضميره عما يجب أن يفعل لذلك لا أسمى الكريم كريما حتى تستوي عنده صدقة السر وصدقة العلانية ).
1- تخير الصواب من بين القوسين:
- مرادف ( الشعور ): " الفرح / الحزن / الإحساس ". – جمع ( الخلق ): " الخلائق / الأخلاق / الخلوق ".
- ( لذلك لا اسمي الكريم كريما ) علاقتها بما قبلها: " التعليل / التوضيح / التفصيل ".
2- ما معني أن يكون الإنسان مسئولا أمام ضميره ؟
3- " شعور المرء بأنه مسئول أمام ضميره " ما الجمال في هذه العبارة ؟
4- هات من الفقرة مضارعا منصوبا وآخر مرفوعا. 5 - ما الخلق وكيف ينشأ ؟
6- ضع علامة ( √ ) أو ( x ) أمام الآتي:
- الخلق هو مسئولية الإنسان أمام الناس ( ). – الخلق هو صرخة الدفاع عن الوطن ( ).
- المنفلوطي أديب فلسطيني رائد في الأدب ( ). - الضمير ليس رقيبا علي الإنسان ( ).